تقرير من التراث و الفنون الى مستقبل مستدام - اسهامات مصر الخير من 2016 الى 2024 في مجال الفنون و الدمج و الحفاظ على التراث -


                                                                                        report image

تفاصيل التقرير

إضغط هنا للإطلاع علي التقرير كاملا

Nov 18, 2025

في عالم يشهد تحولات متسارعة، تبرز الفنون والتراث والفلكلور والبيئة كأدوات حيوية لتعزيز التنمية الشاملة وتحسين جودة الحياة، خاصة للفئات المهمشة والفقيرة مثل الشباب وذوي الإعاقة. فلم تعد هذه المجالات مجرد وسائل للتعبير الثقافي أو الترفيه، بل أصبحت ركيزة أساسية للتمكين الاقتصادي والاجتماعي، ووسيلة لتعزيز القيم الإنسانية والمجتمعية.

على المستوى العالمي، نجد أن المنظمات الدولية مثل اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي تؤكد باستمرار على أهمية حماية التراث وتنمية الفنون والحفاظ على البيئة كعناصر أساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030وتشير الدراسات إلى أن المجتمعات التي تستثمر في تراثها الثقافي وفنونها المحلية تتمتع بمستويات أعلى من التماسك الاجتماعي والاستقرار الاقتصادي.

وفي هذا السياق، يأتي البعد الديني ليعزز هذا التوجه، حيث تجمع الأديان السماوية على أهمية الحفاظ على البيئة كجزء من مسؤولية الإنسان تجاه الأرضففي الإسلام نجد تأكيدًا واضحًا على هذه المسؤولية في قوله تعالى: "وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا"، كما يحث الحديث النبوي على قيمة الجمال والإبداع في قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله جميل يحب الجمال".

على الصعيد الوطني، تتبنى مصر هذا النهج الشامل من خلال رؤية مصر 2030، التي تجعل من الثقافة والبيئة محركات أساسية للتنمية المستدامة. ففي الجانب الثقافي، تعمل الدولة على توظيف التراث والفنون كوسيلة لتعزيز الهوية الوطنية وخلق فرص اقتصادية، بينما تركز الاستراتيجية البيئية على تحقيق التوازن البيئي ودعم المشروعات الخضراء.

وتأتي مؤسسة مصر الخير لتمثل نموذجًا عمليًا لهذه الرؤية المتكاملة، حيث تدمج بين الأبعاد التنموية والقيم الدينية في برامجها. فمن خلال مشاريع الحفاظ على الفلكلور المصري، وبرامج الفنون العلاجية لذوي الإعاقة، والمباني الخضراء الصديقة للبيئة، تسهم المؤسسة في تعزيز الانتماء المجتمعي وتوفير فرص حقيقية للفئات الأكثر احتياجًا.

وفي هذا الإطار، يبرز دور المؤسسة في تحويل هذه المفاهيم إلى واقع ملموس، حيث تصبح الفنون والتراث والبيئة ليس فقط أدوات للتنمية، بل وسائل لتحقيق السكينة المجتمعية والارتقاء الروحي، تماشيًا مع تعاليم ديننا الحنيف ومتطلبات عصرنا.

لذلك يأتي هذا التقرير ليسلط الضوء على إنجازات وتحديات هذا القطاع الحيوي في مؤسسة مصر الخير، مع التركيز على كيفية توظيف هذه المجالات لخدمة الفئات المهمشة، ومدى توافق هذه الجهود مع الرؤى العالمية والتوجيهات الدينية واستراتيجية التنمية الوطنية، سعيًا نحو بناء مجتمع أكثر عدالة واستدامة.